الرئيسية / أخبار / عطلة الرئيس الغزواني في ربوع الوطن.. أكثر من مجرد استجمام

عطلة الرئيس الغزواني في ربوع الوطن.. أكثر من مجرد استجمام

في خطوة قد تبدو عادية في ظاهرها، أعلنت رئاسة الجمهورية أن فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بدأ عطلته السنوية في ربوع الوطن.

هذا الخبر المقتضب، الذي نُشر عبر صفحة الرئاسة، يحمل في طياته دلالات رمزية عميقة، ويبعث برسائل سياسية واجتماعية تتجاوز الطابع البروتوكولي المعتاد لمثل هذه الإعلانات.

ففي وقت تعاني فيه بعض المجتمعات من ظاهرة “الهروب من الوطن” خلال العطل والمناسبات، يختار رئيس الجمهورية أن يمضي أوقات راحته داخل بلده، في تعبير صريح عن الإيمان بقيمة الوطن، والانتماء إليه ليس فقط كواجب رسمي، بل كمكان للراحة والاستجمام أيضا.

إن هذه الخطوة تعتبر تذكيرا ضمنيا بأن الوطن ليس فقط مساحة للعمل أو الخدمة، بل يمكن أن يكون أيضا ملاذا للراحة، ومتعة للنظر، ومصدرا للسكينة.

وفي عالم باتت فيه الفخامة ترتبط غالبا بالسفر إلى الخارج، فإن اختيار الرئيس قضاء عطلته داخل البلاد يعيد الاعتبار إلى جمال الداخل وثراء الطبيعة المحلية.

ومن أبرز ما يمكن استخلاصه من هذا الموقف هو الدعم الرمزي القوي للسياحة الداخلية، أحد القطاعات الاقتصادية الواعدة والمهملة في آن واحد.

فحين يختار رأس الدولة موقعا محليا لقضاء عطلة، تتحوّل وجهته تلقائيا إلى وجهة وطنية تستحق الزيارة، ويُسلَّط الضوء عليها إعلاميا، ما ينعكس إيجابا على سمعتها، ويحفّز المواطنين والمستثمرين على الاهتمام بها.

إن هذه الزيارة يمكن أن تكون حافزا عمليا لإعادة التفكير في السياسات السياحية، وتحسين البنى التحتية، وتطوير الخدمات، بما يجعل من الوجهات المحلية خيارا جذابا ليس فقط للمواطنين، بل ربما لاحقا للسياحة الإقليمية والدولية.

فالرئيس، بهذا القرار، لا يوجه خطابا سياسيا مباشرا، لكنه يُمارس خطابا رمزيا عالي التأثير. ففي عالم تُقاس فيه الثقة بالدولة من خلال سلوك القادة، فإن وجود الرئيس في ربوع الوطن، خلال عطلة يفترض فيها “الاستجمام والخصوصية”، يعزز صورة الاستقرار والأمن، ويؤكد أن الارتباط بالوطن لا يقتصر على لحظات العمل أو الحملات الانتخابية، بل يشمل أيضا اللحظات الشخصية.

هذه الخطوة تمثل نوعًا من “الدبلوماسية الداخلية”، حيث يُخاطب المواطنون بالفعل لا بالتصريحات، ويُقال لهم: “وطنكم جميل، يستحق أن تحبوه، أن تزوروه، وأن ترتاحوا فيه”.

إن الانتماء للوطن لا يُبنى بالخطب فقط، بل بالممارسات اليومية. والرئيس حين يُظهر ارتباطه بالمكان الذي ينتمي إليه، يُحفّز المواطنين بدورهم على إعادة اكتشاف الوطن، والنظر إليه بعين المحبة لا الانتقاد فقط.

وفي زمن كثر فيه التعلق بالخارج، سواء في نمط العيش أو في الطموحات، فإن هذا الموقف يشكل دعوة ناعمة إلى التمسك بالهوية الوطنية، وإلى النظر في إمكانات الوطن لا نواقصه فحسب.

وقد يبدو خبر عطلة الرئيس أمرا بروتوكوليا عابرا، لكنه في الحقيقة يحمل رسائل استراتيجية متعددة الأبعاد، مثل تعزيز الثقة بالوطن، دعم السياحة الداخلية، تثبيت الهوية الوطنية، والتأكيد على الاستقرار والأمن.

إنها دعوة صامتة، لكنها بليغة، إلى أن نؤمن ببلادنا، لا فقط كأرض نعيش فيها، بل كأرض نستحق أن نمارس فيها الاستجمام، ونفتخر بها، ونساعد في بنائها.

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

 

عن med salem

شاهد أيضاً

تركيا تتعهد بإكمال بناء مركز نواكشوط للتكنولوجيا خلال ثلاثة أشهر

تعهد وزير التربية التركي الدكتور يوسف تكين، بإكمال مركز نواكشوط للتكنولوجيا، خلال ثلاثة أشهر، وهو …